بعد أن أمر الله سبحانه نبيه محمّد باتباع ملة إبراهيم حنيفاً؛ جاءت هذه الآية لتبين كيف يتم منهاج الإتباع، وبالتّالي الدّعوة إلى دين الله وشرعه.
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ﴾: ادع: من الدّعوة، والدّعوة كما عرفها شيخ الإسلام ابن تيمية: الدّعوة إلى الله: هي الدّعوة إلى الإيمان به، وبما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا.
وقيل: الدّعوة إلى الله: تتضمن الأمر بكلّ ما أمر الله به، والنّهي عن كلّ ما نهى الله عنه.
وقيل: الدّعوة: هي إبلاغ النّاس، ودعوتهم إلى الإسلام بالوسائل، والأساليب المناسبة لكلّ زمان، ومكان.
﴿سَبِيلِ رَبِّكَ﴾: هو الإسلام؛ أيْ: دين ربك، والإسلام كما جاء في حديث جبريل ﵇ حين قال لرسول الله ﷺ: أخبرني عن الإسلام؟ قال ﷺ:«أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحج إلى البيت إن استطعت إليه سبيلاً». رواه مسلم عن عمر بن الخطاب.