للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجدال: أشد من الحوار؛ قد تحدث فيه مخاصمة، وغضب. ارجع إلى سورة غافر، آية (٤).

﴿بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾: أيْ: أحسن الطّرق في المجادلة، وهي الرّفق، واللين، واليُسر، وتجنب الغضب، والتّكبر، والمراء.

﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾: إنّ: للتوكيد.

﴿رَبَّكَ هُوَ﴾: هو: للتوكيد، والحصر.

﴿أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾: أعلم: على وزن أفعل صيغة مبالغة؛ أي: كثير العلم.

﴿أَعْلَمُ بِمَنْ﴾: بمن: الباء: للإلصاق؛ من: اسم موصول؛ من: للعاقل، وتشمل المفرد، أو الجمع.

﴿ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾: تاه، وضاع، ضل عن دينه، وعن الصّراط المستقيم.

﴿ضَلَّ﴾: فعل ماض، خرج عن دينه أيّام، أو أسابيع، أو شهر، وسنين، وسار في طريق الكفر، أو المعصية بسبب قلة علمه، وهواه، والشّيطان. وإذا قارنا هذه الآية من سورة النحل مع الآية (١١٧) من سورة الأنعام وهي قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾: جاءت بصيغة المضارع التي تدل على التجدد والتكرار. ارجع إلى سورة الأنعام آية (١١٧) لمزيد من البيان.

﴿وَهُوَ أَعْلَمُ﴾: وهو: تكرار يفيد التّوكيد.

﴿بِالْمُهْتَدِينَ﴾: أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين منذ الأزل حتّى قبل خلقهم، وهو أعلم بالسّائرين على الصّراط؛ أيْ: دينه؛ أي: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالّتي هي أحسن، وما عليك

<<  <  ج: ص:  >  >>