للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكما قال تعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: ٩٥].

وعيسى هو نفس، أو ذات كأي نفس، أو ذاتٍ خلقها الله، وأضاف إلى الكلمة الهاء: فقال: ﴿وَكَلِمَتُهُ﴾: تشريفاً لعيسى ، كقوله -جل وعلا-: ﴿نَاقَةُ اللَّهِ﴾، ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ﴾، وعيسى ذات بائنة وميته.

﴿أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ﴾: أيْ: أعلمها، وأخبرها بها، وهي: كن؛ فكان بشراً من غير أب، أو أوصلها الله إلى مريم عن طريق جبريل .

ولنعلم: أن الله سبحانه لم يذكر في القرآن امرأة باسمها العَلم سوى مريم؛ فقد ذكرت في نحو ثلاثين موضعاً، مع أن العرب من عادتهم لا يذكرون اسم الزوجة، أو المرأة، ومع ذلك ذكرها الله ثلاثين مرة؛ لكونها مطهَّرة ومصطفاة، وأم عيسى ، فلو كان لعيسى أبٌ لما ذُكر اسمها ؛ لأنه سيقول آنذاك: ابن فلان.

﴿وَرُوحٌ﴾: أيْ: صار جسده بالكلمة، فنفخت فيه الروح بعدئذٍ، كما يحدث لأي جنين، حينما يتشكل في رحم أمه.

والروح خلق من مخلوقات الله ، كما قال تعالى: ﴿وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى﴾ [الإسراء: ٨٥].

﴿وَرُوحٌ مِّنْهُ﴾: هذه العبارة هي التي أضلت الكثير؛ فضلُّوا، وأضلُّوا، ولذلك علينا الانتباه إلى ما يلي:

أولاً: من: لا تعني: بعضاً؛ أيْ: جزءاً من الله سبحانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>