للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

﴿عَزِيزًا﴾: الذي لا يُغلب، ولا يقهر، وغالب على أمره إذا أرادوا قتل عيسى .

﴿حَكِيمًا﴾: حكيم فيما يدبره، ويقدره، وفيما يفعله من الأمور سبحانه، لا يُسأل عمّا يفعل، وهم يسألون، حكيم من الحكمة، وحكيم من الحكم، فهو أحكم الحاكمين، وأحكم الحكماء. ارجع إلى الآية (١٢٩) من سورة البقرة؛ لمزيد من البيان.

وهناك احتمال آخر: حينما ذهبوا لقتله؛ رأى بعض هؤلاء الذين دخلوا على عيسى ، وهو يُرفع إلى السماء، وخافوا أن يعلم الناس بذلك، فيؤمنوا به، ويفضح أمرهم، فأخذوا الذي دلّهم عليه مكانه وصلبوه، وسواء أكان انتقاماً منه، أو خوفاً من أن يخبر الناس بحقيقة عيسى ، الله أعلم.

والبحث هذا لا يهمنا، المهم أن الله رفعه إليه، ويكفينا أنه يقول الحق لنا: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾: إذن نؤمن بذلك، وأنه سوف يكون من علامات الساعة.

لقد وردت في الآية ثلاث كلمات معاً:

الشك، والظن، واليقين، ولكل منها معنى يختلف عن الآخر.

الشك: هو التردد بين أمرين، أو طرفين على حد سواء.

أو تتساوى فيه كفة النفي، وكفة الإثبات؛ أي: النسبتين كما نقول: (٥٠%، ٥٠%)، وهو اضطراب نفسي.

أما الظن: التردد الراجح؛ أي: إذا رجحت كفة الإثبات، وأصبحت أكثر من (٥٠%).

<<  <  ج: ص:  >  >>