في بيان أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يخبر بسيادته على وجه الفخر
كونه سيد الناس، وسيد ولد آدم ـ لم يرد بذلك فخرا، حيث نفاه ـ ? ـ بقوله:((ولا فخر)).
قال الحافظ النووي ـ رحمه الله تعالى ـ:((قال العلماء: وقوله ـ ? ـ: أنا سيد ولد آدم، لم يقله فخرا، بل صرح بنفي الفخر في الحديث المشهور: ((أنا سيد ولد أدم ولا فخر)) وانما قاله لوجهين:
والثاني: أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته؛ ليعرفوه ويعتقدوه ويعملوا بمقتضاه ويوقروه ـ? ـ بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله ـ تعالى)) (٢).
وقال العز بن عبد السلام ـ رحمه الله تعالى ـ:((وإنما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أنا سيد ولد آدم، لتعرف أمته منزلته من ربه ـ عز وجل)) (٣).
وقال المناوي ـ رحمه الله تعالى ـ:((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، أي أقول ذلك شكرا لا فخرا، فهو من قبيل قول سليمان ـ عليه الصلاة والسلام ـ:{عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْر} (٤) أي لا أقوله تكبرا وتفاخرا وتعاظما على الناس.
وقيل: لا أتكبر به في الدنيا، وإلا ففيه فخر الدارين.
وقيل: لا أفتخر بذلك، بل فخري بمن أعطاني هذه الرتبة.
(١) الضحى، آية (١١). (٢) شرح النووي على صحيح مسلم (١٥/ ٣٧)، وانظر: النهاية في غريب الحديث (٢/ ٤١٧). (٣) بداية السول في تفضيل الرسول (ص٢٤). (٤) النمل، آية (١٦).