أما من السنة، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْكَعْبَةِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ".
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ".
وسيكون إن شاء الله تفصيل في هذا المطلب وفق المسائل الآتية:
[المسألة الأولى: التلبية وأثر عمل القلب عليها.]
أولاً: النصوص التي جاءت برفع الصوت في التلبية: عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ: أَيُّ الحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ:«العَجُّ وَالثَّجُّ»(١).
و (العج) رفع الصوت بالتلبية و (الثج) نحر الهدي والاضاحي لِيَثُجَّ الدم من المنحر (٢).
(١) أخرجه الترمذي (٣/ ١٨٠) ح (٨٢٧)، وابن ماجه (٢/ ٩٧٥) ح (٢٩٢٤)، والدارمي (٢/ ١١٣٠) ح (١٨٣٨)، وصحيح ابن خزيمة (٢/ ١٢٤٧) ح (٢٦٣١)، والحاكم (١/ ٦٢٠) ح (١٦٥٥) وصححه، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣/ ٤٨٦) ح (١٥٠٠) وحسنه، وأورده محقق المسند في هامش تخريج مسند أحمد (٢٧/ ١٠١) وقال: "ورجاله ثقات". (٢) ينظر: صحيح ابن خزيمة (٢/ ١٢٤٧).