صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبّر، فكبروا، وإذا قال:{غير الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين، يُجبكم الله..” الحديث١.
وعن حبيب بن سلمة الفهري رضي الله عنه ـ وكان مجاب الدعوة ـ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم، ويؤمّن البعض، إلا أجابهم الله " ٢.
١) التأمين على الدعاء كالطابع على الصحيفة.
فعن أبي مصبح المقرائي قال: كنا نجلس إلى أبي زهير النميري رضي الله عنه وكان من الصحابة، فيحدث أحسن الحديث، فإذا دعا الرجل منا بدعاء، قال: اختمه بآمين. فإن آمين مثل الطابع على الصحيفة. قال أبو زهير: أخبركم عن ذلك؟ خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فأتينا على رجل قد ألحّ في المسألة، فوقف النبي صلى الله عليه وسلم يستمع منه، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: “أوجَبَ، إن خَتَم”. فقال رجل من القوم: بأي شيء يختم؟ قال: “بآمين. فإنه إن ختم بآمين، فقد أوجب”. فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الرجل، فقال: اختم بآمين، وأبشر “ ٣.
٢) التأمين على الدعاء خاتم ربّ العالمين.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ آمين، خاتم رب العالمين “ ٤.
١ أخرجه مسلم في الصلاة، باب التشهد الصلاة ٤/١١٩. ٢ أخرجه الحاكم في المستدرك ٣/٣٤٧. وسكت عنه. وفي سنده ابن لهيعة، عبد الله بن عقبة، قال عنه ابن حجر في التقريب ص ٥٣٨: صدوق، خلط بعد احتراق كتبه. وأورده المنذري في الترغيب والترهيب ١/١٩٦ (٧٤٠) . ولم يورده الألباني في صحيح الترغيب والترهيب. ٣ أخرجه أبو داود في الصلاة، باب التأمين وراء الإمام ١/٢٤٧ (٩٣٨) . وسكت عنه. ٤ أخرجه ابن عدي في الكامل ٦/٢٤٣٢ من طريق مؤمل بن عبد الرحمن عن أبي أمية بن يعلى عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به. وقال: لا يرويه عن أبي أمية بن يعلى، وإن كان ضعيفاً، غير مؤمل. وقال ابن حجر في التهذيب ١٠/٣٨٢: ضعّفه وليّنه أبو حاتم. وعزاه ابن كثير في تفسيره ١/٣٢ لابن مردويه. وأورده ابن الأثير في النهاية ١/٧٢، وابن منظور في اللسان ١٣/ ٢٧، وأشار إليه القرطبي في تفسيره ١/١٢٨، والبغوي في شرح السنة ٣/٦٣.