رفع الفعل على الاستئناف أي "ونحن نذرهم" على أساس أن الله عز وجل يخبر عن نفسه، فهو التفات من الغيبة إلى التكلم "مَنْ يُضْلِلِ، ... وَنَذَرُهُم" مثل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ} ثم قوله: {أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي} ٢، ولو حمله على لفظ الغيبة لقال:{مِنْ رَحْمَتِه} .
توجيه القراءة الثانية:
رفع الفعل على الاستئناف، وبالياء على الغيبة، والإخبار عن الله، وهذا حسن للمشاكلة، وسير الكلام على وتيرة واحدة في الضمائر "يُضْلِل، وَيَذَرُهُم" ويكون تقدير الكلام: من يضلل الله فلا هادي له، ثم استأنف فقال: والله يذرهم.
وأما القراءة الثالثة فليس فيها قطع ولا استئناف.
ويكون الفعل {وَيَذَرُهُم} معطوفًا على محل جملة جواب الشرط المقترنة بالفاء.
ولا يكون في الكلام التفات.
١ ذكر ابن الجزري أبو عمرو في قراءة النون -راجع النشر ج٢ ص٨٤. ٢ سورة العنكبوت: ٢٣.