وقوله عليه الصلاة والسلام أيضاً:(اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)(١) : فهنا زوجاته وأهل بيته خاصة فهم آله هنا. وهذا أخص من الإطلاق السابق أيضا.
* أما الإطلاق العام: فهم أتباعه عامة من قرابته المؤمنين، ومن ذريته ومن زوجاته ومن سائر أتباعه من الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وقد قال تعالى:{أدْخلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدّ العَذَاب}(٢) ، فهنا لا شك أن آل فرعون ليس أهله خاصة، وإنما أهله ومن اتبعه على باطِلِهِ فَهُم آلُ فِرعَوْن.
كما أنه يدخل فيه - وهذا أخص إطلاقات آل، يدخل فيه - الشخص نفسه.
فالشخص نفسه عندما يقال آل فلان، يدخل فيه الشخص نفسه، ما لم تكن هناك قرينة تمنع من دخوله، ومنه قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:(اللهم صل على آل أبي أوفى) ، فإن هذا المتصدق المزكي، وهو أبو أوفى أحق الناس بالدخول في هذه الجملة (اللهم صل على آل أبي أوفى)(٣) : أي عليه وعلى آله ـ كما أن قوله تعالى {أدخلوا آل فرعون أشدّ العَذاب}(٤) ، يدخل فيهم فرعون ولا شك.
(١) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، نهاية باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وتخليهم من الدنيا (٦٢٦٠) بلفظ (اللهم ارزق آل محمد قوتاً) . وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة، باب في الكفاف والقناعة (١٠٥٥) وفي كتاب الزهد والرقاق باب ما بين بعد (٢٩٦٩) . وابن ماجه في كتاب الزهد، باب معيشة آل محمد - صلى الله عليه وسلم - (٤١٣٩) (٢) سورة غافر (٤٦) . (٣) أخرجه البخاري في كتاب الزكاة، باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة (١٤٩٧) ، وأخرجه كذلك برقم (٤١٦٦) ، (٦٣٣٢) ، ٦٣٥٩) ، وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة، باب الدعاء لمن أتى بصدقة (١٠٧٧) ، وأخرجه ابن ماجه في كتاب الزكاة، باب ما يقال عند إخراج الزكاة (١٧٩٦) . (٤) سورة غافر (٤٦) .