الآيات إلى تدل كل واحدة منها على حكم مستقل عن الآية الأخرى لا يتوقف على تلك الآية، فإن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - تأخذ حكم هذه الآيات مستقلة عن الأخرى.
من ذلك أنها ترى أن الرضاع بعد الحولين محرم، أخذا بعموم الآيات التي تدل على التحريم، وهي قوله تعالى:{وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ}(١) إن هذه الآيات تدل على الحكم متحدة، لا دخل لها بقوله تعالى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ}(٢)(٣).
ثانيا: أخذها - رضي الله عنها - بعموم الآيات والأحاديث:
إذا دلت آيات بعمومها على حكم من الأحكام، ولم يرد ما يخرج من هذا العموم شيئا فإن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها – تأخذ
(١) سورة النساء الآية ٢٣ (٢) سورة البقرة الآية ٢٣٣ (٣) انظر: موسوعة فقه عائشة - رضي الله عنها - (ص/ ٥٥٩)