وفي رواية عنه -رضي الله عنه- قال: بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسرية، فقال: «إن وجدتم هبار بن الأسود (٢)، فاجعلوه بين حزمتي حطب، واحرقوه بالنار»، ثم بعث إليهم فقال:«لا تعذبوا بالنار، لا يعذب بالنار إلا رب النار»(٣).
ثانياً: عن عكرمة أن علياً -رضي الله عنه- حرق قوماً، فبلغ ذلك ابن عباس -رضي الله عنه- فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«لا تعذبوا بعذاب الله». ولقتلتهم كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من بدل دينه فاقتلوه»(٤).
وفي رواية عنه: أن علياً -رضي الله عنه- قتل قوماً كفروا بعد إسلامهم، وأحرقهم بالنار، فبلغ ذلك ابن عباس -رضي الله عنه- فقال: لو كنت لقتلتهم ولم أحرقهم؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«من بدل-أو قال: من رجع-عن دينه فاقتلوه، ولا تعذبوا بعذاب الله» يعني النار، فبلغ قول ابن عباس -رضي الله عنه- علياً
(١) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٦١١، كتاب الجهاد والسير، باب لا يعذب بعذاب الله، ح (٣٠١٦). (٢) هو: هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد، القرشي الأسدي، أسلم بعد فتح مكة، وروى عنه عروة، وسليمان بن يسار، وغيرهما. انظر: تجريد أسماء الصحابة ٢/ ١١٧؛ الإصابة ٣/ ٢٠٤٢. (٣) أخرجه ابن شاهين في ناسخ الحديث ص ٥٢٨. (٤) أخرجه البخاري في صحيحه ص ٦١١، كتاب الجهاد والسير، باب لا يعذب بعذاب الله، ح (٣٠١٧).