- ... «أَفْتَانِي» قال ابن حجر رحمه الله (١) : (في رواية الحميدي (٢) : «أفتاني في أمر استفتيته فيه» ، أي: أجابني فيما دعوته، فأطلق على الدعاء استفتاء؛ لأن الداعي طالب والمجيب، مُفْتٍ، أو المعنى: أجابني بما سألته عنه، لأن دعاءه كان أن يطلعه الله على حقيقة ما هو فيه لِما اشتُبه عليه من الأمر، ووقع في رواية عمرة عن عائشة:«أن الله أنبأني بمرضي» ، أي: أخبرني) . ويتحصل من كلامه رحمه الله: أن «أفتاني» هي بمعنى: أجابني فيما دعوته به وطلبته منه، أو أجابني بما سألته أن يطلعني عليه مما لم أتبيّنه من حقيقة ما أشكو منه، أو أخبرني بما ألمّ بي، والله أعلم.
- ... «رجلان» ، أي: ملكان (٣) ، وهما جبريل وميكائيل عليهما السلام (٤) .
- ... «مطبوب» ، (أي: مسحور، والطَّبّ بالفتح السِّحر، وبالكسر العلاج، ويطلق على الطبيب، وقيل: هو من الأضداد (٥) . و (يقال: طُبَّ الرجل إذا سُحِر، يقال: كَنُّوا عن السحر بالطِّبِّ تفاؤلاً كما قالوا للّديغ: سليم)(٦) .
- ... «مُشْطٍ ومُشَاطَةٍ» : (أما المشط، فهو الآلة المعروفة التي يُسرَّح بها شعر الرأس واللحية، وهذا هو المشهور)(٧) ، (وأما المشاطة، فهي: ما
(١) انظر: الفتح (١٠/٢٣٨) . (٢) انظر: مسند الحميدي، برقم (٢٦١) . (٣) كما جاء مصرّحًا به، عند أحمد في مسنده (٦/٦٣) ، وابن سعد في الطبقات (٢/١٥٣) ، والبيهقي في الدلائل (٦/٢٤٧) . (٤) قال ابن حجر: سماهما ابن سعد - في رواية منقطعة عن عمر مولى غُفْرة -: جبريل وميكائيل. انظر: الفتح (١٠/٢٣٩) . وانظر: طبقات ابن سعد (٢/١٥٢) . (٥) انظر: هدي الساري - مقدمة فتح الباري - لابن حجر ص: ١٥٧. (٦) انظر: فتح الباري (١٠/٢٣٩) . (٧) ذكره ابن حجر في الفتح (١٠/٢٣٩) ، ثم ذكر للمشط معاني خمسة، ثم عقّب بقوله: (ومع ذلك فالمراد بالمشط هنا هو الأول) . اهـ. أي: آلة تسريح الشعر المعروفة.