وفي الصحيح قولُه صلى الله عليه وسلم:«لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُوتَشِمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ» ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: ما لي لا ألعنُ مَن لعنَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، ومَن هو في كتاب الله [الحَشر: ٧]{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}(٢) .
وقد تزوجَتْ جاريةٌ من الأنصار، فمرضت وتمعّط شعرها، فأرادوا أن يَصِلُوها، فسألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال:«لَعَنَ اللهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ»(٣) .
أما تشبُّه كلٍّ من الجنسين بالآخر، فقد «لَعَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ»(٤) . كما أمر عليه الصلاة والسلام بإخراج المتشبِّهين بالنساء من البيوت، فقال صلى الله عليه وسلم:«أَخْرِجُوهُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ»(٥) .
(١) أخرجه مسلم - مُطوّلاً - كتاب: الجنة، باب: الصفات التي يُعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه برقم (٢٨٦٥) . ومعنى «نَحَلْتُه» ، النُّحْل، بالضم: العطية والهبة ابتداءً من غير عِوَض ولا استحقاق. انظر: النهاية (٥/٢٤) . (٢) جزء من حديث متفقٍ عليه، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه: أخرجه البخاري، كتاب: التفسير، باب: {وما آتاكم الرسول فخلوه} ، برقم (٤٨٨٦) . ومسلمٌ؛ كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم فعل الواصلة والمستوصلة، برقم (٢١٢٥) . (٣) أخرجه البخاري؛ كتاب اللباس، باب: الوصل في الشعر، برقم (٥٩٣٤) ، ومسلم؛ بلفظ: «فَتَمَرَّطَ شَعْرُهَا» ، كتاب: اللباس والزينة، باب: تحريم فعل الواصلة والمستوصلة، برقم (٣١٢٣) ، عن عائشة رضي الله عنها.. (٤) أخرجه البخاري؛ كتاب: اللباس، باب: المتشبهون بالنساء والمتشبهات بالرجال، برقم (٥٨٨٥) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. (٥) أخرجه البخاري؛ كتاب اللباس، باب: إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت، برقم (٥٨٨٦) ، عن ابن عباسٍ أيضًا.