كتاب الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد ت صبري

باب بيان ما ضلت فيه الزنادقة - شك الزنادقة في قوله: {سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين} - ص: 80

وقد كان قبله إبراهيم ويعقوب وإسحاق، فكيف جاز لموسى أن يقول: {وأَنا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} وقالت السحرة: {أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} وكيف جاز للنبي أن يقول: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} وقد كان قبله مسلمون كثير، مثل عيسى ومن تبعه؟ فشكُّوا في القرآن وقالوا: إنه متناقض١.

---

١ قال السيوطي رحمه الله: وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {تُبْتُ إِلَيْكَ} قال: من سؤالي إياك الرؤية {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: أول قومي إيمانًا.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن أبي العالية في قوله: {وأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: قد كان إِذَنْ قبله مؤمنون، ولكن يقول: أنا أول من آمن بأنه لا يراك أحد من خلقك إلى يوم القيامة.
انظر: الدر المنثور "٥٤٧/٣"
وقال الشوكاني رحمه الله: {وأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} بل قبل قومي الموجودين في هذا العصر المعترفين بعظمتك وجلالك. انظر: فتح القدير "٣٥٥/٢".
وقال السيوطي رحمه الله: وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وَنُسُكِي} قال: ضحيتي. وفي قوله: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} قال: من هذه الأمة.
انظر: الدر المنثور "٤١٠/٣" وفتح القدير "٢٧١/٢"
وقال السيوطي رحمه الله: وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {لا ضَيْرَ} قال: يقولون: لا يضرنا الذي تقول، وإن صنعت بنا وصلبتنا {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} يقول: إنا إلى ربنا راجعون، وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك إيانا وثباتنا على توحيده والبراءة من الكفر به، وفي قوله: {أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} قال: كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رآها.
انظر الدر المنثور: "٢٩٣/٦"
وقال الشوكاني رحمه الله: وفي قوله: {أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ} قالوا: كانوا كذلك =