شك الزنادقة في قوله:{إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا}
...
أما قوله:
{إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا} وذلك إذا خرجوا من قبورهم، فنظروا إلى ما كانوا يكذبون به من أمر البعث، قال بعضهم لبعض: إن لبثتم في القبور إلا عشر ليال، واستكثروا العشر، فقالوا:{إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا} في القبور، ثم استكثروا اليوم فقالوا:{إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً} ثم استكثروا القليل فقالوا: إن لبثتم إلا ساعة من نهار. فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة١.
إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْرًا} [طه: ١٠٣] وقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} [الروم: ٥٥] . والجواب عن هذا بما دل عليه القرآن، وذلك أن بعضهم يقول: لبثنا يومًا أو بعض يوم وبعضهم يقول: لبثنا ساعة. وبعضهم يقول: لبثنا عشرًا. ووجه دلالة القرآن على هذا أنه بَيَّن أن أقواهم إدراكًا وأرجحهم عقلاً وأمثلهم طريقة هو من يقول: إن مدة لبثهم يومًا، وذلك قوله تعالى: {إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْمًا} [طه: ١٠٤] فدل ذلك على اختلاف أقوالهم في مدة لبثهم، والعلم عند الله تعالى. انظر: دفع إيهام الاضطراب "١٤٦/١٠". ١ انظر: تفسير الطبري "١٠١/١٥، ١٠٦" "٢١٠/١٦" "٥٧/٢١" وتفسير ابن كثير "٤٩/٣، ١٧٤، ٤٥٨" وتفسير الشوكاني "٥٥٢/٣"، "٣٣٠/٤".