اعلم أن الآجال والأرزاق كسائر الأشياء مربوطة بقضاء الله وقدره فالله تعالى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر؛ {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}[لأعراف:٣٤] .
فهذا أمر لا ريب فيه ولا شك.
وع ذلك فهي أيضا كغيرها: لها أسباب دينية وأسباب طبيعية مادية والأسباب تبع قضاء الله وقدره. ولو كان شيء سابق القضاء والقدر من الأسباب لسبقه العين؛ لقوتها ونفوذها.
فمن الأسباب الدينية لطول العمر وسعة الرزق١:
لزوم التقوى والإحسان إلى الخلق لا سيما الأقارب
كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من أحب أن يبسط له في رزقه وينشأ له في أثره [أي: يطيل عمره] ؛ فليصل رحمه "٢.
وذلك: أن الله يجازي العبد من جنس عمله، فمن وصل رحمه وصل الله أجله ورزقه وصلا حقيقيا.
وضده: من قطع رحمه قطعه الله في أجله وفي رزقه.
١ راجع: "جمع جمهور الحفاظ النقلة بتواتر روايات زيادة العمر بالبر والصلة" للأستاذ لطفي الصغير. ٢ تقدم تخريجه ص (٤٥) .