فيما تقدم من الكلام ذكرنا أن علم أحكام النجوم ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: اعتقاد أن هذه الكواكب تدبر هذا الكون، ومنها يصدر الخير والشر والسعادة والنحوسة.
القسم الثاني: اعتقاد أن الخالق والمدبر هو الله، وقد جعل الله هذه الكواكب علامات ودلالات على الحوادث الأرضية.
أما القسم الأول: وهو نسبة الاختراع والتدبير إلى الكواكب دون الله أو مع الله فهذا كفر، يقتل صاحبه مرتداً بالإجماع١. فمن اعتقد هذا الاعتقاد فقد نحا نحو الصابئة: عبدة الكواكب. الذي بعث فيهم إبراهيم عليه السلام، وصار على عقيدتهم وارتد عن الإسلام –والعياذ بالله-.
وهل يستتاب من فعل ذلك؟
ذهب أكثر العلماء إلى أنه يستتاب ثلاثاً قبل قتله٢.
وفضل ابن رشد٣ الجد في ذلك فقال: (إذا كان المنجم يزعم أن
١ انظر: "البيان والتحصيل": (١٧/٤٠٧) ، و"الفصل في الملل والأهواء والنحل": (٥/١٤٨) ، و"الفروق": (٤/٢٥٩) ، و"مجموعة الفتاوى المصرية": (١/٣٣٠) ، و"مفتاح دار السعادة": (٢/١٦٦) . ٢ انظر: "الكافي" لابن عبد البر: (٥٨٤) ، و"روضة الطالبين": (١٠/٧٦) . ٣ هو محمد بن أحمد بن رشد القاضي، أبو الوليد الأندلسي المالكي القرطبي، توفي سنة عشرين وخمسمائة. انظر: "سير أعلام النبلاء": (١٩/٥٠١) ، و"هدية العارفين": (٢/٨٥) .