إن قال قائل: ما الغرض في الوصف؟ قيل: التّخصيص والتفصيل١؛ فإن كان معرفةً، كان الغرض من الوصف التّخصيص؛ لأنَّ الاشتراك يقع فيها٢، ألا ترى أنَّ المسمَّين٣ يزيد، ونحوه كثير؛ فإذا قال:"جاءني زيد" لم يُعلم أيُهم يريد، فإذا قال:"زيد العاقل، أو العالم، أو الأديب" أوما أشبه ذلك، فقد خصه من غيره؟ وإنْ كان الاسم نكرةً، كان الغرض من الوصف التفصيل١، ألا ترى أنك إذا قلت:"جاءني رجل" لم يعلم أيُ رجل هو، فإذا قلت:"رجل عاقل" فقد فصلته عمَّن٤ ليس له هذا الوصف، ولم تخصّه؛ لأنَّا نعني بالتخصيص شيئًا بعينه، ولم يُرَد ٥ ههنا.
[موافقة الصفة للموصوف]
فإن قيل: ففي كم /حكمًا/٦ تتبع الصفة الموصوف؟ قيل: في عشرة أشياء؛ في رفعة، ونصبه، وجرّه، وإفراده، وتثنيته، وجمعه، وتذكيره، وتأنيثه، وتعريفه، وتنكيره.
[استحالة وصف النكرة بالمعرفة أو العكس]
فإن قيل: فَلِمَ لم توصف المعرفة بالنكرة، والنكرة بالمعرفة، وكذلك سائرها؟ قيل: لأنَّ المعرفة ما خصَّ الواحد من جنسه، والنكرة ما كان شائعًا في
١ في "ط" التَّفضيل. ٢ في "س" فيهما. ٣ في "س" المسمَّى. ٤ في "ط" فضَّلته على من، والصواب ما أثبتنا. ٥ في "ط" يريد، ولعلّه غلط طباعيّ. ٦ سقطت من "س".