سالٍ" وما أشبه ذلك، (وإذا كانت حرفًا، كان ما بعدها مجرورًا بها؛ نحو "على زيدٍ" دينٌ وأشباهه) ١.
[الكاف]
وأمَّا [الكاف] فتكون اسمًا، كما تكون حرفًا، فإذا كانت اسمًا قدَّروها تقدير "مثل" وجاز أن يدخل عليها حرف الجرّ، وكان ما بعدها مجرورًا بالإضافة؛ كقول الشاعر٢:[الرجز]
وصاليات كَكَما يُؤثَفَيْن٣
فالكاف الأولى: حرف جَرٍّ، والثانية: اسم؛ لأنه لا يجوز أن يدخل حرف جَرٍّ على حرف جَرٍّ؛ كقول الشاعر٤:[الرجز]
[بيض ثلاثٌ كنعاجٍ جُمّ] ... يضحكن عن كالبردِ الْمُنْهَمِّ٥
وتكون الكاف -أيضًا- فاعلةً؛ كقول الشاعر٦:[البسيط]
أَتَنْتَهَونَ وَلَن ينهي ذوي شططٍ ... كالطَّعنِ يَهلِك فيه الزّيتُ والقتُلُ٧
١ سقطت من "س". ٢ الشَّاعر هو: خطام بن نصر المجاشعي، ولم أصطد له ترجمة وافيةً. ٣ المفردات الغريبة: الصَّاليات: الأثافي، أحجار القدور. يُؤثفين: يُنصبن للقدر. موطن الشاهد: "كَكَما". وجه الاستشهاد: وقوع "الكاف الثانية" اسمًا بمعنى مثل؛ لدخول الكاف حرف الجر عليها. ٤ الشاعر: هو العجاج، وقد سبقت ترجمته. ٥ المفدرات الغريبة: النعاج: جمع نعجة، وهي البقرة الوحشية، تُشَبَّه النساء بها في العيون، والأعناق. جُم: جمع جماء، وهي التي لا قرن لها من النعاج. المنهم: الذَّائب. موطن الشاهد: "عن كالبرد". وجه الاستشهاد: وقوع "الكاف" اسمًا بمعنى مثل؛ لدخول حرف الجر "عن" عليها؛ فالمعنى: يضحكن عن أسنانٍ بيضاءَ مثل البردِ الذَّائب. ٦ الشاعر هو: الأعشى، أبو بصير، ميمون بن قيس، لُقب بصنَّاجة العرب، من شعراء، الطبقة الأولى في الجاهلية، أدرك الإسلام، ولم يسلم؛ له ديوان شعر مطبوع. مات سنة ٧هـ. الشعر والشعراء ٢٥٧/١. ٧ المفردات الغريبة: الشطط: الجور والظلم. الفتل: جمع فتيلة. موطن الشاهد: "كالطَّعن". وجه الاستشهاد: وقوع الكاف اسمًا بمعنى مثل في محل رفع فاعل؛ لأن المعنى: لا يمنع الجائرين عن الجور مثل طعنٍ نافذٍ إلى الجوف يغيب فيه الزيت مع فتيلة الجراحة.