ثم بيّن - سبحانه - أن كل ما يحصل من فساد في البر أو البحر إنما هو بسبب التفريط بهذا الأصل، ويكون ذلك: بعدم الإخلاص له في العبادة، أو بعدم إخلاص تلقي العبادات والتشريعات من وحيه، أو بترك عبادته أصلاً، قَال تعالى:{ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ٢.
ثم ختم السياق الذي بدأه بقوله:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ... } بمثل ما بدأه به، حيث قَال:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ القَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ مَرَدَّ لَهُ مِنْ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} ٣.
وتقدمت الإشارة إلى هذا النوع من الأسلوب عند الكلام على
١ سورة الروم آية (٤٠) . ٢ سورة الروم آية (٤١) . ٣ سورة الروم آية (٤٣) .