وذلك أن الله قال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}(١) ولم يوقتهم بعدد معين. وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الثابتة عنه المستفيضة لم يوقت ولاة الأمور في عدد معين- ففي الصحيحين عن أبي ذر قال:«إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا حبشيًا مجدع الأطراف»(٢) . وفي صحيح مسلم عن أم الحصين أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى أو عرفات في حجة الوداع يقول:«ولو استعمل عليكم أسود مجدع يقودكم بكتاب الله فاسمعوا وأطيعوا»(٣) وروى البخاري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة»(٤) وفي الصحيحين عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان»(٥) ، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم»(٦) وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الناس تبع لقريش في الخير
(١) سورة النساء آية: (٥٩) . (٢) رواه مسلم رقم (٦٤٨) في المساجد وفي الإمارة رقم (١٨٣٧) . (٣) صحيح مسلم رقم (١٢٩٨) «إن أمر عليكم عبد مجدع حبشيًا قالت أسود» الحديث. (٤) البخاري ك (٩٣) ب (٤) . (٥) البخاري ك (٩٣) ب (٢) «ما بقي منهم اثنان» مسلم رقم (١٨٢٨) . (٦) صحيح مسلم رقم (١٨١٨) البخاري ك (٦١) ب (١) .