وقد خرج بالضم اللازم ما إذا كان ثالث الفعل مضمومًا ضمًّا عارضًا فيجب فيه حينئذ البدء بالكسر نظرًا لأصله نحو: اقضوا، من قوله تعالى:{ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ} ١ بيونس، وامضوا، من قوله تعالى:{وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} ٢ بالحجر، وابنوا، من قوله تعالى:{فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا} ٣ بالكهف، وائتوا، من قوله تعالى:{ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا} ٤ بطه، وامشوا، من قوله تعالى:{أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} ٥ بص فإن الأصل في ذلك كله: "اقضيوا، وامضيوا، ابنيوا، امشيوا" بكسر عين الفعل علمًا بأنه لا يجوز الابتداء في "وامضوا" بغير الواو.
والدليل على عروض الضمة أنك إذا خاطبت الواحد أو الاثنين قلت: اقض، واقضيا. وامض وامضيا، وابن وابنيا، وأتِ وائتيا، وامش وامشيا. فتجد عين الفعل مكسورة فتعلم حينئذ أن الضمة عارضة ليست أصلية كلزوم الضمة في نحو:"انظر" التي لو خاطبت بها الواحد أو الاثنين أو الجماعة قلت: "انظر، وانظرا، وانظروا" فنجد أن ضم الثالث لا يزول.
وتكون بالكسر إذا كان ثالث الفعل مفتوحًا نحو:"اذهب" أو مكسورا نحو: "اضرب" أو مضمومًا ضما عارضًا نحو: "اقضوا".
تنبيهاتٌ:
١- إن قيل قد كسرت همزة الوصل في الفعل إذا كان ثالثة مكسورًا، وضمت إذا كان ثالثه مضمومًا، فلِمَ لَمْ تفتح إذا كان ثالثه مفتوحًا بل كسرت؟
والجواب: أنها لو فتحت لالتبس الأمر بالمضارع ومن أجل هذا كسرت٦.
١ الآية: ٧١. ٢ الآية: ٦٥. ٣ الآية: ٢١. ٤ الآية: ٦٤. ٥ الآية: ٦. ٦ من كتاب "نهاية القول المفيد في علم التجويد" ص١٨٢.