الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال فكلما كثرت وتنوعت دلالاتها (١) ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر (٢)
ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية كما هو معلوم.
أما الصفات السلبية فلم تذكر غالباً (٣) إلا في الأحوال التالية (٤) :
(١) سبق معنى الدلالة. (٢) ولأن تفصيل الصفات الثبوتية أكمل في المدح كأن نقول: زيد جواد كريم شجاع ونحو ذلك ولذكر الصفات الثبوتية فائدتان غير ما ذكر المؤلف هما:
أ - قطع السبيل على أهل التعطيل والتحريف إذ أن جريان النصوص على هذه الحال من تعيين الصفة بلفظها الدال عليها في جميع الموارد أو غالبها لدليل على أن المراد إثباتها والإيمان بها وأن حقيقتها مرادة له جل شأنه. ب - إبطال التمثيل إذ أن هذا الاطراد بالتعيين دليل على أن وصف الله وتسميته بها حق وصدق لا يماثله فيه أحد ا. هـ من القواعد الكلية للبريكان. (٣) وإنما ذكر غالباً لأن القاعدة هي الإثبات المفصل والنفي المجمل أما النفي المفصل فهو طريقة أهل البدع بل لو قيل للملك أنت لست بزبال ولا كناس ولا غدار ولا خائن ولا غبي لعد الناس ذلك نقصاً وعيباً. فإن قيل ان القرآن قد ذكر النفي المفصل فما الجواب؟ قلنا لهذا قال المؤلف ان الصفات السلبية لم تذكر غالباً لأنها ذكرت على خلاف الأصل المطرد ولهذا لابد له من علة إذ كل ما خالف الأصل طلب سببه. وقد يقال انه قال: غالباً لأن هناك حالات أخرى لم يذكرها المؤلف وقد نقلنا بعضها انظر في ذلك الصفدية لشيخ الإسلام (١/١١٦) وشرح التدمرية لفالح أل مهدي ص ٣٤ وشرح الطحاوية بترتيب الشيخ خالد فوزي (١/٤٤٨) . (٤) ذكر المؤلف أسباب الصفات السلبية وهي تنقسم قسمين: الأول: النفي المجمل وسببه عموم كماله. الثاني: النفي المفصل وسيذكر له المؤلف سببين.