ويقول أيضًا:"وأصل دين الإسلام أن نعبد الله وحده ولا نجعل له من خلقه ندًا، ولا كفوًا، ولا سميًا"(١).
ويقول ابن القيم في معنى الآية:"وذلك نفي عن المخلوق أن يكون مشابهًا للخالق، ومماثلًا له، بحيث يستحق العبادة والتعظيم، ولم يقل سبحانه: هل تعلمه سميًا أو مشبهًا لغيره؛ فإن هذا لم يقله أحد، بل المشركون المشبهون جعلوا بعض المخلوقات مشابهًا له، مساميًا وندًّا وعدلًا، فأنكر عليهم هذا التشبيه والتمثيل"(٢).
والند: الشبيه والنظير والمثيل، وكل شيء كان نظيرًا لشيء وشبيهًا فهو له ند (٣).
وقيل: حقيقة الله أنه المضاد لنده الجاري على مناقضته (٤).
وقال الأَخفشُ:"النِّدُ: الضِّدُّ والشِّبْهُ"(٥).
والأنداد في الآيات السابقة: هي الأوثان التي اتخذوها آلهة لتقربهم إلى الله زلفى، ورجوا من عندها النفع والضر، وقصدوها بالمسائل، ونذروا لها النذور، وقربوا لها القرابين (٦).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: " {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا}: أندادًا قال أشباهًا"(٧).
(١) المصدر نفسه (٢٧/ ٣٣٨). (٢) إغاثة اللهفان (٢/ ٢٣٠). (٣) انظر: تفسير الطبري (١/ ١٦٣). (٤) انظر: الموافقات للشاطبي (٣/ ٣٩٨)، وفتح الباري (١٣/ ٤٩١). (٥) تاج العروس (٨/ ٣١٠). (٦) انظر: التفسير الكبير (٤/ ١٨٤). (٧) تفسير الطبري (١/ ١٦٣)، والدر المنثور (١/ ٨٧)، وانظر: تفسير السمعاني (٤/ ٣٣٥).