والنَّفي: مصدر نَفَيْتُ الشيءَ أَنْفِيه نَفْيًا، وأصله من الفعل الثلاثي (نفى)، فالنون والفاء والحرف المعتلّ: أُصَيلٌ يدلُّ على تعْرِيةِ شيء من شيءٍ وإبعاده منه، تقول: نَفَيتُ الشّيءَ أَنفيه نَفْيًا ونُفَاية: إذا رددته، وأزلته، وجحدته (١).
وأما الإثْباتُ: فهو ضد النفي، وهو مصدر للفعل الرباعي (أَثْبَتَ) وأصله (ثَبَتَ) صحيح سالمٌ، قال أهل اللغة: الثاء والباء والتاء كلمةٌ واحدة، وهي دَوامُ الشيء، وَثَبَتَ الشَّيْءُ يَثْبُتُ ثُبُوتًا دَامَ وَاسْتَقَرَّ فَهُوَ ثَابِتٌ، وَثَبَتَ الْأَمْرُ صَحَّ، وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ، فَيُقالُ: أَثْبَتَهُ وَثَبَّتَهُ وَالِاسْمُ الثَّبَاتُ (٢).
وقال المناوي في معناه:"الإثبات: ضد الإزالة؛ ثم تارة يقال بالفعل، فيقال لما يخرج من العدم نحو: أثبت الله كذا، وتارة لما ثبت بالحكم، فيقال: أثبت الحاكم كذا، وتارة لما يكون بالقول؛ سواء كان صدقًا أم كذبًا، فيقال: أَثْبَتَ التوحيد، وَصَدَّقَ النبوة، وفلان أثبت مع الله إِلَهًا آخر"(٣).
* المسألة الثانية * معنى القاعدة
القاعدة أفادت اشتمال شهادة أن لا إله إلا الله على معنيين
(١) انظر: معجم مقاييس اللغة (/)، والمحكم والمحيط الأعظم (١٠/ ٤٩٥)، والأفعال (٣/ ٢٨١)، وجمهرة اللغة (٢/ ٩٧٢)، وتهذيب اللغة (١٥/ ٣٤١)، وتاج العروس (٤٠/ ١١٧)، ولسان العرب (١٥/ ٣٣٧). (٢) انظر: معجم مقاييس اللغة (١/ ٣٩٩)، وتهذيب اللغة (١٤/ ١٩٠)، وتاج العروس (٤/ ٤٧٢)، والمصباح المنير (١/ ٨٠)، والمعجم الوسيط (١/ ٩٣)، ومعجم تصريف الأفعال العربية للدحداح (٢٧٤)، ومعجم الأفعال المتعدية بحرف (٢٧). (٣) التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (٣٣).