وقال ابن فارس: "ويقال: حَقَقْتُ الأمر وأحقَقْتُه؛ أي: كنت على يقين منه" (٣).
وجاء في "المصباح المنير": "وحَقَقْتُ الأمر أَحُقُه: إذا تيقنته، أو جعلته ثابتًا لازمًا" (٤).
فهذه هي معاني لفظة (التحقيق) وجميعها يرجع إلى معنى الإحكام، وهو إتقان الشيء ومنعه من الفساد، أو إلى تثبيته وتصحيحه ولزومه وتيقنه.
وبهذه المعاني استعمل العلماء لفظ (التحقيق).
يقول أبو البقاء الكفوي: "التحقيق تفعيل من حق بمعنى ثبت، وقال بعضهم التحقيق لغة: رجع الشيء إلى حقيقته بحيث لا يشوبه شبهة، وهو المبالغة في إثبات حقيقة الشيء بالوقوف عليه" (٥).
والمبالغة المقصود منها الاجتهاد في إتقان الشيء وتكميله.
ويقول المناوي: "التحقيق: إثبات المسألة بدليلها" (٦).
فالمقصود من تحقيق المسألة: تصحيحها وتثبيتها وإتقانها، بحيث يكون المحقق لها على يقين من حكمها.
ويقول الإمام ابن القيم: "لفظ التحقيق وهو تفعيل من حقق الشيء تحقيقًا فهو مصدر فعله حقق الشيء؛ أي: أثبته وخلصه من غيره" (٧).