عبدوه من دون الله من الطواغيت فقال لهم:{كَفَرْنَا بِكُمْ} وقبلها: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}.
يقول الإمام الطبري:" {كَفَرْنَا بِكُمْ}: أيها المعبودون من دون الله، {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا} أيها العابدون {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} "(١).
قال البيضاوي:" {كَفَرْنَا بِكُمْ}: أي: بدينكم أو بمعبودكم، أو بكم وبه فلا نعتد بشأنكم وآلهتكم"(٢).
يقول الإمام ابن كثير:" {قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ}: أي: تبرأنا منكم {وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ}: أي: بدينكم وطريقكم {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا}؛ يعني: وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبدًا نتبرأ منكم ونبغضكم {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}: أي: إلى أن توحدوا الله فتعبدونه وحده لا شريك له، وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد"(٣).
ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي:" {كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا}؛ أي: ظهر وبان {بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ}؛ أي: البغض بالقلوب وزوال مودتها، والعداوة بالأبدان، وليس لتلك العداوة والبغضاء وقت ولا حد، بل ذلك {أَبَدًا} ما دمتم مستمرين على كفركم {حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}؛ أي: فإذا آمنتم بالله وحده زالت العداوة والبغضاء وانقلبت مودة وولاية"(٤).
(١) تاريخ الطبري (١/ ١٤٨). (٢) تفسير البيضاوي (٥/ ٣٢٧). (٣) تفسير ابن كثير (٤/ ٣٤٩). (٤) تفسير السعدي (ص ٨٥٦).