حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجودن إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم -صلوات اللَّه وسلامه عليه- ولهذا جعله اللَّه تعالى خاتم الأنبياء وبعثه إلى الإنس والجن ... " (١).
ويقول الإمام ابن القيم: "إن اللَّه سبحانه قد تمم الدين بنبيه وأكمله به، ولم يحوجه ولا أمته بعده إلى عقل ولا نقل سواه، ولا رأي ولا منام ولا كشوف، قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة: ٣] وأنكر على من لم يكتف بالوحي عن غيره، فقال: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥١)} [العنكبوت: ٥١]" (٢).
ويبيِّن العلامة ابن سعدي - رَحِمَه اللّه - معنى إكمال الدين بأنه يكون: "بتمام النصر، وتكميل الشرائع الظاهرة والباطنة، الأصول والفروع، ولهذا كالن الكتاب والسُّنَّة كافيين كل الكفاية في أحكام الدين" (٣).
ثانيًا: الأدلة الدالة على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد ألزمه ربه بتبليغ الرسالة، وتبيينها للناس، فهو -صلى الله عليه وسلم- الموكل من قبل ربه بتلك المهمة وهي مهمة بيان هذا الدين، ولا شك أنه -صلى الله عليه وسلم- قد قام بهذه المهمة على أتم وجه وأحسن حال، ومن تلك النصوص ما يلي:
تضمنت الآية الكريمة الدلالة على وظيفة النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- مع القرآن الكريم، ألا وهي إيضاحه وتفصيله وتفسيره وتكميله بكمال بيانه له، وتوضيحه للناس.
(١) تفسير ابن كثير (٢/ ١٣). (٢) الصواعق المرسلة (٣/ ٨٢٦)، وانظر: إعلام الموقعين (١/ ٣٣٢). (٣) تفسير السعدي (ص ٢٢٠).