يقول الإمام الطبري في تأويل الآية:"يقول تعالى ذكره وإذا مس هؤلاء المشركين الذين يجعلون مع الله إلهًا آخر ضرٌ فأصابتهم شدة، وجدوب، وقحوط دعوا ربهم، يقول: أخلصوا لربهم التوحيد، وأفردوه بالدعاء والتضرع إليه، واستغاثوا به منيبين إليه، تائبين إليه من شركهم وكفرهم، ثم إذا أذاقهم منه رحمة، يقول: ثم إذا كشف ربهم تعالى ذكره عنهم ذلك الضر وفرَّجه عنهم، وأصابهم برخاء، وخصب وسعة، إذا فريق منهم يقول: إذا جماعة منهم بربهم يشركون يقول: يعبدون معه الآلهة والأوثان"(١).
وقال الإمام السمعاني:"وقوله: {دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ}؛ أي: منقلبين إليه بالدعاء؛ ومعناه: أنهم إذا وقعوا في الشدة تركوا دعاء الأصنام ودعوا الله وحده"(٢).
ويقول الشيخ السعدي:{وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ}: مرض أو خوف من هلاك ونحوه {دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ}، ونسوا ما كانوا به يشركون في تلك الحال؛ لعلمهم أنه لا يكشف الضر إلا الله {ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ
(١) تفسير الطبري (٢١/ ٤٣)، وانظر: تفسير القرطبي (١٤/ ٣٣). (٢) تفسير السمعاني (٤/ ٢١٤).