إِنَّ من التوقير الجميل، ومن الأدب الرفيع أن يراعي الطالب الأدب في خطابه لشيخه ومعلمه؛ فلا يناديه باسمه المجرد، بل عليه أن يخاطبه بخطاب التوقير والتقدير والاحترام، فيقول له: يا شيخنا، أو يا شيخي، وإذا كان لا يليق للولد أن يقول لوالده ذي الأبوة الطينية:(يا فلان) أو: (يا والدي فلان)، فكذلك لا يليق به أن يخاطب بذلك الخطاب شيخه الذي علمه ورباه وأدبه (١)، والأصل في ذلك قول الله تعالى:{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}[النور:٦٣].
ومعنى الآية الكريمة:«لا تدعوا محمدًا باسمه - صلى الله عليه وسلم -، كدعاء بعضكم بعضًا، ولكن وقروه وعظموه، وقولوا: يا رسول الله، ويا نبي الله، ويا أبا القاسم.
وفي الآية بيان توقير معلم الخير؛ لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان معلم الخير، فأمر الله - عز وجل - بتوقيره وتعظيمه، وفيه معرفة حق الأستاذ، وفيه معرفة أهل الفضل» (٢).
والنهي في قوله:{لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}[النور:٦٣]، على سبيل التحريم في حق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى سبيل خلاف الأولى في حق غير النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل العلم وسائر المعلمين.
(١) ينظر: حلية طالب العلم ص (١٦٢)، وموسوعة الأخلاق للخراز ص (٣٢٧). (٢) بحر العلوم (٢/ ٥٢٧).