وقال خلف بن تميم - رحمه الله -: «رأيت الثوري في مكة وقد كَثَّرُوا عليه، فقال: إنا لله، أخاف أن تكون قد ضُيِّعَت الأمة؛ حيث احتاج الناس إلى مثلي!»(١).
قال رجل «لابن عمر: يا خير الناس ويا ابن خير الناس فقال ابن عمر: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكني عبدٌ من عباد الله، أرجو الله تعالى وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه»(٢).
وقيل مرةً «لعمر بن عبد العزيز: جزاك الله عن الإسلام خيرًا، قال: بل جزى الله الإسلام عني خيرًا!»(٣).
وقال أبو جعفر محمد بن زهير:«أتيت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - في شيء أسأله عنه، فأتاه رجل، فسأله عن شيء أو كلمه في شيء، فقال: له جزاك الله عن الإسلام خيرًا، فغضب أبو عبد الله وقال له: من أنا حتى يجزيني الله عن الإسلام خيرًا؟! بل جزى الله الإسلام عني خيرًا»(٤).
(١) تاريخ الإسلام (٤/ ٣٨٧)، وسير أعلام النبلاء (٧/ ٢٧٥). (٢) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ٣٠٧)، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ص (٣٣٤) رقم (٥٤١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ١٥٦). (٣) أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد ص (٢٤١) رقم (١٧١٦)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٥/ ٣٣١). (٤) طبقات الحنابلة (١/ ٢٩٨)، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ص (٣٦٨).