«لا تبادروا الإمام، إذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قال: ولا الضالين، فقولوا: آمين، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد». رواه مسلم (٢).
قال النيموي:«يُستفاد منه أن الإمام لا يجهر بآمين؛ لأن تأمين الإمام لو كان مشروعًا بالجهر لما علَّق النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - تأمينهم بقوله: ولا الضالين. بل السياق يقتضي أنه لم يقل إلا هكذا: وإذا قال آمين فقولوا آمين». اهـ.
أقول: إنما لم يقل: «وإذا قال آمين فقولوا آمين»؛ لأن السنة موافقة الإمام، بأن يقولها معه لا بعده. وهذا المعنى إنما يؤديه قوله:«وإذا قال ولا الضالين فقولوا آمين».
وأما قوله في الحديث:«إذا كبر فكبروا» فالمشروع أن يكون تكبير المأموم بعد تكبير الإمام، وهكذا الركوع، وقول سمع الله لمن حمده (٣).
* * * *
(١) هو ظهير أحسن النيموي الحنفي (ت ١٣٢٥ هـ). والنقل من كتابه «آثار السنن مع التعليق الحسن». (٢) (٤١٥) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (٣) مجموع [٤٧٢٦].