وفيه أيضًا (١) عن عمرو بن عبَسَة، قال: قلت: يا رسول، ما الإسلام؟ قال:"طيبُ الكلامِ، وإطعامُ الطعام". قلت: ما الإيمانُ؟ قال:"الصبرُ والسَّماحةُ". قلت: أيُّ الإسلام أفضلُ؟ قال:"مَنْ سلمَ المُسلمونَ مِنْ لسانِهِ ويدهِ". قلت: أيُّ الإيمانِ أفضلُ؟ قال:"خُلُقٌ حسنٌ".
وقد فسر الحسن البصريُّ الصبر والسماحةَ، فقال: هو الصَّبرُ عن محارمِ اللهِ، والسَّماحةُ بأداءِ فرائضِ الله عزّ وجلّ (٢).
وفي "الترمذي"(٣) وغيره عن عائشةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:"أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهُم خُلُقًا"، وخرّجه أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة.
وخرَّج البزار في "مسنده"(٤) من حديث عبد اللهِ بن معاويةَ الغاضِري، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال:"ثلاثٌ مَنْ فعلهُنَّ، فقد طَعِمَ طعْمَ الإِيمانِ: مَنْ عَبَدَ الله وحدَهُ بأنَّه لا إله إلَّا الله، وأعطى زكاةَ ماله طيِّبةً بها نفسُه في كلِّ عام" وذكر الحديثَ، وفي آخره: فقال رجلٌ: وما تزكيةُ المرءِ نفسَه يا رسولَ الله؟ قال: "أنْ يعلمَ أن
(١) ٤/ ٣٨٥، وفيه شهر بن حوشب، وهو ضعيف. (٢) "حلية الأولياء" ٢/ ١٥٦، ذكره أبو نعيم في ترجمة الحسن البصري. (٣) برقم (٢٦١٢) من طريق أبي قلابة عن عائشة، وقال الترمذي: ولا نعرف لأبي قلابة سماعًا عن عائشة. ورواه أيضًا أحمد ٦/ ٤٧ و ٩٩، وابن أبي شيبة ٨/ ٥١٥، وصححه الحاكم ١/ ٥٣، وردّه الذهبي بقوله: فيه انقطاع. لكن يشهد له حديث أبي هريرة الذي أورده المؤلف بإثر هذا، وهو حديث حسن رواه أحمد ٢/ ٢٥٠ و ٤٧٢، وابن أبي شيبة ٨/ ٥١٥، وأبو داود (٢٦٨٢)، والترمذي (١١٦٢)، وصححه ابن حبان (٤١٧٦)، والحاكم ١/ ٣، ووافقه الذهبي. (٤) ورواه أيضًا البخاري في "التاريخ الكبير" ٥/ ٣١ - ٣٢، والطبراني في "الصغير" (٥٥٥)، وروى أوله أبو داود (١٥٨٢) كما قال المصنّف. ورجاله ثقات.