والقسم الثاني: الحروف الجازمة للفعل المضارع، وهي خمسة: لَمْ، ولَمَّا، ولَامُ الْأَمْرِ، ولَا النهي، وِإن الشرطية (١)، مثل:«لَمْ يَنْصُرْ»، و «لَمَّا يَنْصُرْ»، و «لِيَنْصُرْ»، و «لَا تَنْصُرْ»، و «إِنْ تَنْصُرْ أَنْصُرْ».
اعلم أن لفظة إِنْ تدخل على الجملتين، مثل:«إِنْ تَضْرِبْ أَضْرِبْ»؛ الجملة الأولى شرط، والثانية جزاء وهي للاستقبال. وإن دخلت على الماضي، نحو:«إِنْ ضَرَبْتَ ضَرَبْتُ»، وههنا الجزم تقديري، لأن الماضي ليس بمعرب.
واعلم أنه إذا كان جزاء الشرط جملة اسمية أو أمرًا أو نهيًا أو دعاءً [أو نفيًا بـ مَا ولَنْ، أو مبدوئًا بجامد أو بـ قَدْ أو بالسين وسَوْفَ]، فتجب الفاء في الجزاء كما تقول:«إِنْ تَأْتِنِيْ فَأَنْتَ مُكْرَمٌ»، و «إِنْ رَأَيْتَ زَيْدًا فَأَكْرِمْهُ»، و «إِنْ أَتَاكَ عَمْرٌو فَلَا تُهِنْهُ»، و «إِنْ أَكْرَمْتَنِيْ فَجَزاكَ اللهُ خَيْرًا»، [و «فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ»(٢)، و «وَمَا يَفْعَلُوْا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوْهُ»(٣)، و «إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ ... ، فَعَسَى رَبِّيْ أَنْ يُّؤْتِيَنِ ... »(٤)، و «إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ»(٥)، و «وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ»(٦)].
(١) ومن جوازم الفعل المضارع ما يجزم فعلين مضارعين أدوات الشرط، وهي: إن: نحو: «وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوْهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ» [القرآن الكريم، البقرة (٢): ٢٨٤]، وإذ ما: نحو: «وإنك إذ ما تأت ما أنت أمر به تلف من إياه تأمر أتيا، وهما حرفان، ومن: نحو: «مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ» [القرآن الكريم، النساء (٤): ١٢٣]، وما: نحو: «وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَّعْلَمْهُ اللهُ» [القرآن الكريم، البقرة (٢): ١٩٧]، ومهما: نحو: «وَقَالُوْا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِيْنَ» [القرآن الكريم، الأعراف (٧): ١٣٢]، ومتى: نحو: «متى تأته تجد خيرًا، وإيان: نحو: «إنان نؤمنك تأمن غيرنا»، وأين: نحو: «أين تجلس أجلس»، وإني: نحو: «إني تكن أدركك»، وكيفما: نحو: «كيفما تكن يكن قرينك»، وأي: نحو: «أي أمري يخدم تخدمه»؛ وهذه كلها أسماء. (٢) القرآن الكريم، يونس (١٠): ٧٢ (٣) القرآن الكريم، آل عمران (٣): ١١٥ (٤) القرآن الكريم، الكهف (١٨): ٣٩ - ٤٠ (٥) القرآن الكريم، يوسف (١٢): ٧٧ (٦) القرآن الكريم، التوبة (٩): ٢٨