سادسا: يضرب الله تعالى المثل للمدح كما في قوله تعالى: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ إلى أن قال: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (١) وقد نزل هذا في حق صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين في وصفهم بأكمل الأوصاف الإيمانية.
والأمثال في الحقيقة أوقع في النفس وأبلغ في الوعظ والإرشاد وأقوى من الزجر.
وفي شدة انتباه السامع وفي الإقناع بها عند سماعها. وقد أكثر الله تعالى من الأمثال في القرآن الكريم للتذكرة والعبرة، كما استعملها الرسول صلّى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه الشريفة واستعان بها الداعون إلى الله تعالى في كل عصر لنصرة الحق وإقامة الحجة وكذلك ليستعين بها المربّون ويعتبرونها من وسائل جذب الانتباه والإيضاح والتشويق، ليتمكنوا من إيصال ما يريدون إيصاله إلى المستمع، وذروة هذا كله قوله تعالى: