دماؤهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» (١). وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والتارك لدينه، والنفس بالنفس»(٢).
وقال لوفد عبد القيس حين قدموا عليه، فأمرهم بالإيمان بالله، وقال:«أتدرون ما الإيمان بالله؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:«شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا الخمس من المغنم»(٣) وقال الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (١١٥)} (٤) فهذا كتاب الله يكذبك أيها الجهمي، وسنة نبيه وإجماع المؤمنين وسبيلهم تخالفك، وتدل على ضلالتك، وعلى إبطال ما ادعيته من أن قولك: القرآن مخلوق، هو التوحيد والدين الذي شرعه الله لعباده، وبعث به رسوله. فقد بطل الآن ما ادعيته من قولك: إن التوحيد هو أن يقال: القرآن مخلوق، وبان كذبك وبهتانك للعقلاء. فأخبرنا الله عز وجل عن خلق ما خلق من الأشياء،
(١) البخاري (١٣/ ٣١١/٧٢٨٤و٧٢٨٥) ومسلم (١/ ٥١ - ٥٢/ ٢٠) وأبو داود (٢/ ١٩٨/١٥٥٦) والترمذي (٥/ ٥ - ٦/ ٢٦٠٧) والنسائي (٧/ ٨٨/٣٩٨٠). (٢) أحمد (١/ ٣٨٢،٤٢٨،٤٤٤) والبخاري (١٢/ ٢٤٧/٦٨٧٨) ومسلم (٣/ ١٣٠٢/١٦٧٦) وأبو داود (٤/ ٥٢٢/٤٣٥٢) والترمذي (٤/ ١٢ - ١٣/ ١٤٠٢) وقال: "حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح". والنسائي (٧/ ٩٠ - ٩١/ ٤٠٢٧) وابن ماجه (٢/ ٨٤٧/٢٥٣٤). (٣) أحمد (١/ ٢٢٨) والبخاري (١/ ١٧٢/٥٣) ومسلم (١/ ٤٦/١٧) وأبو داود (٤/ ٩٤/٣٦٩٢) والترمذي (٥/ ٩ - ١٠/ ٢٦١١) والنسائي (٨/ ٤٩٥/٥٠٤٦) عن ابن عباس رضي الله عنهما. (٤) النساء الآية (١١٥).