وقالت عائشة: من زعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتم شيئاً مما أنزله الله عليه، فقد أعظم الفرية على الله، يقول الله:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ} الآية (٤). ثم التمسنا هذه الضلالة التي اخترعتها وزعمت أنها الشريعة الواجبة والدين القيم والتوحيد اللازم الذي لا يقبل الله من العباد غيره بأن يقولوا: القرآن مخلوق في سنة المصطفى، وما دعا إليه أمته وقاتل من خالفه عليه، فما وجدنا لذلك أثراً ولا أمارة ولا دلالة. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان»(٥) فزعمت أيها الجهمي أنها ست بضلالتك هذه. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، حرمت علي
(١) المائدة الآية (٦٧). (٢) العنكبوت الآية (١٨). (٣) الحجر الآيتان (٩٤و٩٥) .. (٤) أحمد (٦/ ٤٩/٥٠) والبخاري (٨/ ٧٨٠/٤٨٥٥) ومسلم (١/ ١٥٩/١٧٧) والترمذي (٥/ ٢٤٥ - ٢٤٦/ ٣٠٦٨) والنسائي في الكبرى (٦/ ٤٧١/١١٥٣٢). (٥) أحمد (٢/ ١٤٣) والبخاري (١/ ٦٧ - ٦٨/ ٨) ومسلم (١/ ٤٥/١٦) والترمذي (٥/ ٧/٢٦٠٩) والنسائي (٨/ ٤٨١ - ٤٨٢/ ٥٠١٦) عن ابن عمر.