واختلف في سنه، فروى الواقدي أن محمد بن الحسن بن أسامة بن زيد حدثه عن أبيه قال: كان بين رسول الله ﷺ وبين زيد بن حارثة عشر سنين؛ رسول الله ﷺ أكبر منه، وكان قصيرا شديد الأدمة (١) أفطس.
قال محمد بن سعد (٢): كذا صفته في هذه الرواية. وجاءت من وجه آخر أنه كان أبيض وكان ابنه أسود. ولذلك أعجب النبي ﷺ بقول مجزز المدلجي القائف: إن هذه الأقدام بعضها من بعض.
قلت: وعلى هذه الرواية أيضا يكون عمره خمسين سنة أو نحوها.
وقال أبو إسحاق السبيعي: إن زيد بن حارثة أغارت عليه خيل من تهامة، فوقع إلى خديجة فاشترته، ثم وهبته للنبي ﷺ. ويروى أنها اشترته بسبعمائة درهم.
وقال الزهري: ما علمنا أحدا أسلم قبله.
وقال موسى بن عقبة: حدثنا سالم بن عبد الله، عن ابن عمر قال: ما كنا ندعو زيدا إلا زيد ابن محمد. فنزلت: ﴿ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ﴾ (٣)
(١) الأدمة: السمرة الشديدة. (٢) طبقات ابن سعد ٤/ ٦٣. وأخرجه الحميدي (٢٣٩) و (٢٤٠)، وأحمد ٦/ ٣٨ و ٨٢ و ٢٢٦، والبخاري ٤/ ٢٢٩ و ٥/ ٢٩ و ٨/ ١٩٥، ومسلم ٤/ ١٧٢، وانظر المسند الجامع، حديث (١٧١٩٣). (٣) أخرجه أحمد ٢/ ٧٧، والبخاري ٦/ ١٤٥، ومسلم ٧/ ١٣٠ و ١٣١، والترمذي (٣٢٠٩) و (٣٨١٤)، وانظر المسند الجامع حديث (٨٢١١).