الريح، فوالله لئن قدر عليَّ ربي ليعذِّبنِّي عذابًا ما عذَّبه أحدًا، فلما مات فُعِلَ به ذلك، فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه، ففعلتْ، فإذا هو قائم بين يدي الله، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رَبِّ خشيتك، فغفر له» (١).
قال في الفتح:«قال الخطَّابي: قد يستشكل هذا فيقال: كيف يغفر له وهو منكر للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟ والجواب: أنه لم ينكر البعث وإنما جهل فظنَّ أنَّه إذا فُعِلَ به ذلك لا يُعاد ....
قال ابن قتيبة: قد يغلط في بعض الصفات قوم من المسلمين فلا يكفرون بذلك ... » (٢).
أقول: والحديث ثابت من رواية جماعة من الصحابة عن النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، منهم حذيفة وسلمان وأبو هريرة وأبو سعيد وأبو مسعود البدريُّ.
ومنها: الحديث الصحيح [٦٥٢] في الأَمَة التي سألها النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «أين الله»؟ فقالت: في السماء، فقال:«مَن أنا»؟ قالت: رسول الله، فقال لسيدها:«أعتقها؛ فإنها مؤمنة»(٣).
(١) البخاريّ، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ٥٤، ٤/ ١٧٦، ح ٣٤٧٩. مسلم، كتاب التوبة، بابٌ في سعة رحمة الله تعالى، ٨/ ٩٧ - ٩٩، ح ٢٧٥٦ - ٢٧٥٧. [المؤلف] (٢) فتح الباري ٦/ ٣٣٦. [المؤلف]. وانظر تأويل مختلف الحديث ص ٨١. وقد تقدم للمؤلف الكلام على الحديث وتوجيهه بتوسع في ص ١٣٢ فما بعدها. (٣) انظر: صحيح مسلمٍ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ... ، ٢/ ٧١، ح ٥٣٧. [المؤلف]