ذلك في عيون الناس وقلوبهم النجم رفعة وجلالة، حتى كان رئيس البلد ابن جهور ينزل إلى مسجده في الاحيان لمهم الأمور [١]، يأخذ فيها رأيه هناك، وربما جمع إليه بقية فقهاء الشورى، فيقضي قضاءه، وينفذ أحكامه هنالك؛ سمعت شيخنا أبا محمد عبد الرحمان بن أبي عبد الله بن عتاب يقول:[كان أبي يقول: لا غنى][٢] للطالب عن الاجازة - وإن سمع الديوان والحديث قراءة على المحدث أو منه لجواز السهو والغفلة والسنة [٣] على أحدهما قال: وعلى هذا اعتمدت في روايتي؛ وروي لنا عنه أنه كان لا يزيد في الرد إذا شمت عند العطاس - يرحمك الله - على قوله واياكم؛ وأريد أبو عبد الله بن عتاب على القضاء غير مرة، فامتنع ولم يقدر عليه بشيء، طلبه أهل طليطلة، وأهل المرية لقضاء بلدهم [على عادتهم معًا في كون القضاء عندهم من غير أهل بلدهم][٤]- للتنافس الذي كان بين أهل هذين [البلدين في القضاء، فكانوا يطلبون غيرهم، فطلب أهل هذين البلدين][٥] أبا الله عبد بن عتاب لذلك، وبذلوا له على ذلك الرزق الواسع فامتنع، ولما مات
[١] لمهم الأمور: ط ن، لهم في الأمور: ا. [٢] أبي يقول: لا غنى: ا ن، أبي لا غنى - بحذف (يقول): ط. [٣] والسنة: طن، وللسنة: ا. [٤] (على عادتهم .. من غير أهل بلدهم): ط ن - ا. [٥] (البلدين في القضاء … أهل هذين البلدين): ان - ط. على ذلك: ا ن، لتقلد: ط.