فرعون وقد أعطيته من زينة الدينا وسلطانها فأذهب إليه في رساستي هذه؟ قال: نعم يا موسى إني معك " أسمع وأرى " فقال له موسى: فنعم يا رب. فلما قال له هامان: أما وجد ربك رسولاً غيرك في جودياك هذه، ذكر موسى قول ربه عز وجل إني معك " أسمع وأرى " قال له موسى: نعم إني رسول الله إليكم على رغم أنفك. فقال له هامان: أيها الساحر لا يغرنك طاعة الأبواب لك، وما تبصبصت لك الأسد إنما كان ذلك من كيد سحرك، سوف تعلم أنه ليس لك إله غير فرعون.
قال وهب:
أوحى الله إلى موسى: يا موسى؟ لو شئت أن أزينكما بزينة يعلم فرعون حين ينظر إليه أن قدرته تعجز عما أوتيتما فعلت، ولكن أرغب بكما عن ذلك، وأزويه عنكما، وهكذا أفعل بأوليائي، إني لأذودهم عن نعيمها ورجائها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن مواقع الهلكة، وإني لأحميهم عيشها وسلوتها كما يجنب الراعي الشفيق أبله مبارك العرة، وما ذاك لهوانهم علي، ولكنهم استكملوا نصيبهم من كرامتي سالماً موفراً لم يكلمه الطمع، ولا يطعنه الهوى؛ واعلم أنه لن يتزين لي العباد بزينة أبلغ فيما عندي من الزهد في الدنيا، إنما هي زينة الأبرار عندي، وآنق ما يزين به العباد في عيني منها، لباس يعرفون به السكينة والخشوع، سيماهم النحول والسجود، أولئك أوليائي حقاً، فإذا