حبي متاع قليل أعيش به أيام حياتي، ودابة أحمل عليها ابنتك وحمار أحمل عليه زادنا ومتاعنا. قال له شعيب: وما تريد غير هذا؟ موسى: وهذا كثير.
ولما أراد موسى الخروج قال له شعيب: ادخل المخدع الذي فيه العصي، فخذ منها عصا وأتني بها. فدخل، فمد يده إلى العصي، فوقعت في يده منها عصا فأخرجها، فلما أبصرها شعيب ضحك قال: ردها. فردها مكانها وخرج إلى شعيب فقال له: اذهب فأتني بعصاً أخرى، فدخل فمد يده، فوقعت تلك العصا في ديه، فأخرجها إلى شعيب فإذا هي هية.
فزعم وهب أنه رده سبع مرات، كل ذلك تقع العصا في يده، فقال شعيب: يا موسى! أنت صاحبها فاتوص بعصاك خيراً واحتفظ بها، فإنك سترى منها أمراً عجيباً من أمر الله وسلطانه. فزعم وهب أنها هي التي أخرجها آدم من الجنة.
قال ابن عباس: كان عصا موسى من عوسج، وكان يستظل بها من الشمس، ويستضيء بها في ظلمة الليل، ويضرب بها الحجر فيخرج الماء، ويضرب بها الأرض فتنبت له البقل، وكانت من عوسج، وما جعلت بعها عصا من عوسج.
وفي رواية: ولم يسخر العوسج لأحد بعده.
وعن ابن عباس:
في قوله تعالى:" لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون ". قال ابن عباس: أضلوا الطريق وكانوا شاتين، فلما رأى النار قال:" لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى " أهتدي به إلى الطريق، فإن لم أجد أحداً يهديني أتيتكم بنار تستدفئون بها.
وعن وهب بن منبه قال: خرج موسى ومعه أهله يؤم الشام، وأكبر همه طلب أخيه هارون وأخته مريم، وهما