الحنفية في زمنه (١) , قال: كان فقهاء بخارى يقولون في ابن سينا: كان كافرًا ذكيًّا (٢).
قال الله تعالى:{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ} الآية [غافر: ٢١]، والقوَّة تعمُّ قوَّة الإدراك النظرية وقوَّة الحركة العملية. وقال في الآية الأخرى:{كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ}[غافر: ٨٢]، فأخبر بفضلهم في الكمِّ والكيف، وأنهم أشدُّ في أنفسهم وفي آثارهم في الأرض.
(١). الأصل: «الخضيري» في الموضعين. وهو محمود بن أحمد بن عبد السيد بن عثمان, جمال الدين الحَصِيري, نسبة إلى محلة ببخارى تنسجُ فيها الحُصُر, تفقه ببخارى, ورحل إلى الشام وولي تدريس المدرسة النُّورية (ت: ٦٣٦). وابنه أحمد نظام الدين, من فضلاء الحنفية (ت: ٦٩٨). انظر: «تاريخ الإسلام» (١٤/ ٢٢٦, ١٥/ ٨٨٥). (٢). عاش ابن سينا شطر حياته ببخارى, وطلب العلم هناك, ونسبه المصنف مرة فقال: «ابن سينا البخاري». «جامع المسائل» (٧/ ١٨٨).