ثناء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - والعترة على المهاجرين والأنصار:
تضافرت الروايات الصحيحة المستفيضة عن أهل البيت - عليهم السلام - الدالة على فضل المهاجرين والأنصار، نذكر منها ما يلي:
عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:(المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة)(١).
وفي الخبر عن كعب بن عجرة:(إن المهاجرين والأنصار وبني هاشم اختصموا في رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أينا أولى به وأحب إليه، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: أما أنتم يا معشر الأنصار فإنما أنا أخوكم فقالوا: الله أكبر! ذهبنا به ورب الكعبة! قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: وأما أنتم معشر المهاجرين فإنما أنا منكم فقالوا: الله أكبر! ذهبنا به ورب الكعبة! قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: وأما أنتم يا بني هاشم فأنتم مني وإلي فقمنا وكلنا راض مغتبط برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -)(٢).
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:(إني تارك فيكم الثقلين إلا أن أحدهما أكبر من الآخر... وقال: ألا إن أهل بيتي عيني التي آوي إليها، ألا وإن الأنصار ترسي فاعفوا عن مسيئهم، وأعينوا محسنهم)(٣).
وهذه النصوص المباركة لم تكن غائبة عن أذهان أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، بل إنهم وعوها وحفظوها ومن ذلك ما كان من مدح الإمام علي - عليه السلام - للمهاجرين في جوابه لمعاوية، فيقول:
(١) انظر مسند الإمام أحمد ابن حنبل رقم: (١٨٥)، أمالي الطوسي: (ص: ٢٦٨)، بحار الأنوار: (٢٢/ ٣١١). (٢) المناقب: (٣/ ٣٣١)، بحار الأنوار: (٢٢/ ٣١٢). (٣) مصدر سني بحار الأنوار: (٢٢/ ٣١١).