لو قال لنا قائل: ماذا ستقول أيها المسلم في موقف أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - حين لم يعط فاطمة حقها من ميراثها في أرض فدك وغيرها، بعد وفاة أبيها - صلى الله عليه وآله وسلم -، وماتت وهي لا تكلمه؟ مع أن الله تبارك وتعالى قرر الميراث في كتابه العزيز فقال:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}[النساء: ١١]، وقرره كذلك بين الأنبياء، فقال عن زكريا - عليه السلام -: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: ٥ - ٦]، وقال تعالى عن سليمان - عليه السلام -: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ}[النمل: ١٦].
وبسبب هذا التصرف تجاه سيدة نساء العالمين عليه السلام، فإنه يكون قد أغضب... النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لقوله في حقها:(إن فاطمة بضعة مني، من أغضبها أغضبني).
الجواب:
أولاً: ينبغي أن لا ننسى أن لفاطمة وزوجها - عليهم السلام - مكانة عظيمة عند أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وغيره من الصحابة - رضي الله عنهم -.
ومن دلالة تلك المكانة أن أبا بكر - رضي الله عنه - هو الذي أشار على أمير المؤمنين علي - عليه السلام - بالزواج من الزهراء (١)، وأمره النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بالإشراف على تجهيزها للزواج (٢) وشاركته زوجته أسماء بنت عميس أيضاً في هذا التجهيز لفاطمة في يوم زفافها (٣) ولما ماتت فاطمة الزهراء