وكان جميع من قدم في السفينتين إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ستة عشر رجلاً (٢).
ثم كان بعد مقدم جعفر - رضي الله عنه - من الحبشة حدثٌ أخبرنا به أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -.
فلنعش هذا الحدث مع الصحابي الجليل أبي موسى - رضي الله عنه -، الذي يبين فضل أهل السفينة وأصحاب الهجرتين (هجرتي الحبشة والمدينة) وكان على رأسهم جعفر بن... أبي طالب - رضي الله عنه -:
عن أبى بردة عن أبى موسى - رضي الله عنه - قال: «بلغنا مخرج النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم، أحدهما أبو بردة، والآخر أبو رهم - إما قال: في بضع وإما قال: - فى ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلاً من قومى، فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشى بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبى طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا، فوافقنا النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - حين افتتح خيبر، وكان أناس من الناس يقولون لنا - يعنى لأهل السفينة - سبقناكم بالهجرة، ودخلت أسماء بنت عميس، وهى ممن قدم معنا، على حفصة زوج النبى - صلى الله عليه وآله وسلم - زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشى فيمن هاجر، فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟، قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر: آلحبشية هذه آلبحرية هذه؟، قالت أسماء: نعم. قال:
(١) انظر: سيرة ابن هشام (٢/ ٣٥٩). (٢) سيرة ابن هشام (٢/ ٣٦٢)، وانظر الروض الأنف (٤/ ١٠٤).