للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الله بن مسعود يقول: إن رسول الله قال لأصحابه وهو بمكة: «من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل، فلم يحضر أحد منهم غيري، فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة خط برجله خطا ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته، ثم انطلقوا فطفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقي منهم رهط، وفرغ رسول الله مع الفجر، وانطلق فبرز»، ثم أتاني فقال: ما فعل الرهط؟ فقلت: هم أولئك يا رسول الله، فأخذ عظما وروثا فأعطاهم زادا ثم «نهى أن يستطيب أحد بعظم أو روث»، وأخرجه أيضا الحاكم في (المستدرك) (١) وصححه وأبو نعيم في «دلائل النبوة» (٢).

الحديث الثالث: من رواية أبي المعلى، عن ابن مسعود، قال: خرج رسول الله قبل الهجرة إلى نواحي مكة فخط خطا فقال: «لا تحدثني شيئا حتى آتيك»، ثم قال: لا يروعنك ولا يهولنك شيء تراه، فتقدم شيئا ثم جلس، فإذا رجال سود كأنهم رجال الزط (٣)، وكانوا كما قال لهم الله تعالى: ﴿كادوا يكونون عليه لبدا﴾ [سورة الجن، الآية: ١٠]، ثم إنهم تفرقوا عنه فسمعتهم يقولون: يا رسول الله إن شقتنا بعيدة ونحن منطلقون فزودنا، قال: «لكم الرجيع (٤)، وما أتيتم عليه من عظم فلكم عليه لحم، وما أتيتم عليه من الروث فهو لكم تمر»، فلما ولوا قلت: من هؤلاء؟ قال: «هؤلاء جن نصيبين»، أخرجه أبو نعيم في «دلائل النبوة» (٥).


التهذيب» لابن حجر ١٢/ ١٦٢، وضبط اسم «سنة» في «التقريب» ص ٦٥٧ فقال: «أبو عثمان ابن سنة بفتح المهملة وتشديد النون الخزاعي الدمشقي مقبول من الثانية.» اه.
(١) «المستدرك» ٢/ ٥٤٧.
(٢) «دلائل النبوة» لأبي نعيم ص ٣٦٦.
(٣) قال الخليل في كتاب «العين» ٧/ ٣٤٧: «الزط: جيل من السودان». اه
(٤) قال الأنباري في «الزاهر في معاني كلمات الناس ٢/ ٢١٢: الرجيع: يقع على الروث وحدث الناس كليهما.» اهـ
(٥) لم أجده في النسخة المطبوعة من دلائل النبوة لأبي نعيم، وهو في «المعجم الكبير» للطبراني ١٠/ ٦٦، وإلى أبي نعيم عزاه السيوطي في «الخصائص الكبرى» ١/ ٢٣١.

<<  <   >  >>