وأخرجه أحمد في "المسند"(٦/ ٢٣٢) من طريق عبد الرزاق ثنا معمر عن إسماعيل بن أمية، عن عمرة، عن عائشة، قالت:"لو أن رسول الله ﷺ رأى النساء اليوم لنهاهن عن الخروج، أو حرم عليهن الخروج".
قلت: وإسناده صحيح على شرطهما.
قال الحافظ في "الفتح"(٢/ ٤٠٧): وقد ثبت ذلك من حديث عروة عن عائشة موقوفًا أخرجه عبد الرزاق بإسنادة صحيح ولفظه "قالت: كن نساء بني إسرائيل يتخذن رجلًا من خشب يتشرفن للرجال في المساجد، فحرم الله عليهن المساجد، وسُلِطْت عليهن الحيضة" وهذا وإن كان موقوفًا فحكمه حكم الرفع لأنه لا يقال بالرأى.
قلت: ويشهد لها ما ذكر الحافظ أيضًا في "الفتح"(١/ ٤٧٧) عن ابن مسعود بسند صحيح عند عبد الرزاق قال: "كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون جميعًا، فكانت المرأة تتشرف للرجل، فألقى الله عليهن الحيض ومنعهن المساجد" اهـ.
وذكره في "المجمع"(٢/ ٣٥) عنه بأتم من ذلك، وقال: رواه الطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح.
٧٥٦ - قوله:
عن العوفي عن ابن عباس ﵄ قوله تعالى:
﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ﴾ الآية. وذلك أن رسول الله ﷺ انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة ﵁ فدخل على زينب بنت جحش الأسديه ﵂ فخطبها، فقالت: لست بناكحته! فقال رسول الله ﷺ: "بلي فانكحيه" قالت: يا رسول الله أؤامر في نفسى؟ فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسول الله ﷺ ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا﴾ الآية قالت: قد رضيته لي يا رسول الله منكحًا؟ قال رسول الله ﷺ:"نعم"! قالت: إذن لا أعصى رسول الله ﷺ قد أنكحته نفسي!