للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصل صلاة الجمعة هناك كما فعل بدمشق، فعابوا عليه ذلك. وكان قاضي القضاة كمال الدين يخطب بالجامع الكبير مدة إقامة السلطان بحلب.

ومن الحوادث التي وقعت من السلطان بحلب أنه أنعم على قانصوه نائب حلب بتقدمة ألف، وعلى يوسف الناصري شاد الشرابحانة الذي كان نائب حماة وعلى طراباي نائب صعد، وعلى تمراز نائب طرابلس.

ومنها أنه أنفق على أولاد الناس الذين توجهوا صحبته بلا نفقة، لكل واحد منهم ثلاثون دينارا. وكان رسم لهم قبل ذلك لكل واحد بخمسين دينارا، فعارض في ذلك كاتب المماليك وجعلها ثلاثين دينارا. وصرف للعسكر ثمن اللحم عن ثلاثة شهور.

ثم أن السلطان فرق على مماليكه الجلبان من حواصل قلعة حلب عدة سلاح لم يعبر عنها، وفرق عليهم خيولا ما لها عدد، وصار ينعم عليهم بالعطايا الجزيلة من مال وخيول خاص وسلاح بطول الطريق، ولم يعط المماليك القرانصة شيئا فعز ذلك عليهم في الباطن.

ثم أن السلطان قرأ ختمة في الميدان الكبير بحلب يوم الخميس مع ليلة الجمعة، وحضر أمير المؤمنين المتوكل على الله والقضاة الأربعة ومشايخ الزوايا، وصلى أمير المؤمنين بالسلطان في الخيمة صلاة العصر وصلاة المغرب.

وأنعم السلطان في ذلك اليوم بأربعمائة دينار، ومائة رأس غنم، وأنعم على قاضي القضاة الشافعي بسبعين دينارا، وعلى نوابه ومن معه من العلماء بسبعين دينارا، والقاضي الحنفي كذلك. وأنعم على القاضي المالكي بخمسين دينارا، وعلى نوابه الثلاثة بثلاثين دينارا، وكذلك القاضي الحنبلي. وأنعم على مشايخ الزوايا لكل واحد منهم خمسون دينارا، وأنعم على الفقراء الذين سافروا صحبته لكل واحد منهم عشرة دنانير، وأنعم على القراء الذين حضروا هذه الختمة من قراء حلب وغيرها لكل واحد خمسة دنانير. وفي عقيب ذلك أحضر السلطان الأمراء المقدمي الألوف والنواب والأمراء الطبلخانات والأمراء العشراوات وحلفهم على المصحف الشريف بأنهم لا يخونونه ولا يغدرونه، فحلفوا كلهم على ذلك.

ثم نادى للعسكر بالعرض في الميدان الذي في حلب فعرضوا وهم باللبس الكامل وأدخلهم من تحت سيفين على هيئة قنطرة، كما هي عادة الأتراك. وعندهم أن هذا هو القسم العظيم.

ثم أن السلطان أرسل خلف قاسم بك في حماة فلما حضر خلع عليه وأشهر أمره بحلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>