للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كموكبه بالشام، وحملت القبة والجلالة على رأسه، وكان حاملها ملك الأمراء خاير بك نائب حلب كما فعل سيباي نائب الشام.

وفي حال دخول السلطان إلى حلب حضر قصاد سليم شاه بن عثمان ملك الروم، فقيل:

إنه أرسل إليه قاضي عسكره - وهو شخص يقال له: ركن الدين - وأحد أمرائه يقال له قراجا باشا، وصحبتهم سبعمائة عليقة، فنزلوا بمدينة حلب. وبلغني من الكتب الواردة بالأخبار أن السلطان لما حضر بين يديه قاضي ابن عثمان وقراجا باش شرع يعتبهم على أفعال ابن عثمان وما يبلغه عنه وما جرى منه في حقه، وأخذه لبلاد علي دولات، فقال له القاضي وقراجاباش: "نحن فوض لنا أستاذنا أمر الصلح، وقال كل ما اختاره السلطان افعلوه ولا تشاوروني". .. وكل هذا حيل وخداع حتى تبطل همة السلطان عن القتال وينثني عزمه عن ذلك. وقد ظهر مصداق ذلك فيما بعد.

ثم أن قاضي ابن عثمان أحضر فتاوى من علماء بلادهم، وقد أفتوا بقتل شاه إسماعيل الصفوي، وأن قتله جائز في الشرع. وأرسل يقول في كتابه للسلطان: "أنت والدي وأسألك الدعاء، لكن لا تدخل بيني وبين الصفوي".

ومن جملة مخادعة السلطان ابن عثمان للسلطان الغوري أنه أرسل يطلب منه سكرا وحلوى فأرسل له الغوري مائة قنطار سكر وحلوى في علب كبار وهذه حيلة منه، وأرسل يقول في كتابه: "إني لا أحول عن إسماعيل شاه أبدا حتى أقطع أثره من وجه الأرض، فلا تدخل بيننا فيما يكون في أمر الصلح". وأظهر أنه قاصد نحو الصفوي ليحاربه والأمر بخلاف ذلك في الباطن. وذكروا له أنه على القيسارية يقصد التوجه إلى الصفوي.

ثم أن السلطان خلع على قصاد ابن عثمان الخلع السنية، وقيل: إن السلطان ابن عثمان أرسل إلى السلطان الغوري تقدمة حافلة، وللخليفة وأمير كبير سودون العجمي، فكان ما أرسله ابن عثمان من التقدمة أربعين مملوكا، وأبدان سمور وأثواب مخمل وأثواب صوف وأثواب بعلبكية وغير ذلك.

وكان ما أرسله إلى الخليفة بدنين سمور وثوب مخمل بكفوف قصب وثوبين صوف عال. وأرسل إليه قاضي عسكر ابن عثمان ثوبين صوف وسجادة وبغلة، وأسل ابن عثمان إلى أمير كبير أيضا تقدمة حافلة ما بين سمور ومخمل وصوف ومن المماليك اثنين.

ثم أن السلطان عين الأمير مغلباي دوادار سكين بأن يتوجه إلى ابن عثمان وعلى يده مطالعة من عند السلطان إلى ابن عثمان تتضمن أمر لصلح بينهما، والأمراء والعسكر

<<  <  ج: ص:  >  >>